page hit counter هل يجوز بيع الأرض لأداء فريضة الحج؟ - أخبار اليوم
هل يجوز بيع الأرض لأداء فريضة الحج؟
دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة مكتوب: أفضل الأدعية وأعظم الأيام

فريضة الحج هي الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد فرضها الله تعالى على كل مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ مستطيع، مرةً واحدةً في العمر. ومع عظم شأن هذه الفريضة، فقد يتساءل البعض عن مدى جواز بيع شيء من ممتلكاته، كالأرض مثلًا، من أجل أداء الحج، خصوصًا إن لم يكن لديه من المال ما يُعينه على ذلك.

فهل يجوز بيع الأرض لهذا الغرض؟ وما هو موقف الشريعة الإسلامية من هذا التصرف؟

أولًا: معنى الاستطاعة في الحج:

قال الله تعالى:

“ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا” [آل عمران: 97].

الاستطاعة شرط أساسي لأداء فريضة الحج، وتتحقق بامتلاك القدرة الجسدية والمالية. ومن لا يستطيع الحج ماديًا لا يكون مكلفًا به حتى تتحقق له الاستطاعة. وبالتالي، فالشخص الذي لا يملك المال الكافي للحج لا يأثم على عدم أدائه حتى يُصبح مستطيعًا.

ثانيًا: حكم بيع الأرض لأداء الحج:

بيع الأرض أو غيرها من الممتلكات المملوكة للشخص لأجل أداء فريضة الحج أمر جائز شرعًا إذا لم يكن في ذلك ضرر عليه أو على من يعولهم. والفقهاء قد بينوا أن من باع شيئًا من ماله ليؤدي به فريضة الحج فقد أحسن، بل هو في ذلك مأجور إن شاء الله.

وقد قال الإمام النووي في “المجموع”:

“من باع شيئًا من ملكه ليستعين به على الحج، فلا حرج عليه، بل يُثاب على حرصه على أداء الفريضة.”

لكن ينبغي التنبه إلى ما يلي:

  • إن كان بيع الأرض يؤدي إلى ضرر كبير على صاحبها أو على من تجب نفقته، كأن تكون الأرض هي مصدر رزقه الوحيد أو يسكن فيها، فالأولى عدم البيع، لأن حفظ النفس والضرورات مقدم على أداء النوافل وحتى بعض الفروض التي اشترط فيها الاستطاعة.

  • أما إن كانت الأرض زائدة عن الحاجة، ولا يترتب على بيعها ضرر، فبيعها لأداء الحج يعد عملًا محمودًا ويدل على حرص على أداء ما أوجبه الله.

ثالثًا: الفرق بين الحج الواجب والنفل:

إذا كان الحج فرضًا (حج الفريضة)، فبيع الأرض لأجل أدائه جائز، وقد يكون مطلوبًا إن لم يكن له طريق آخر للتمكن من الحج.
أما إذا كان الحج تطوعًا (حج النافلة)، وكان بيع الأرض يُفقد صاحبه شيئًا من ماله أو استقراره، فالأفضل عدم البيع، لأن حج النفل لا يُقدَّم على حفظ المال والحقوق الضرورية.

ختاما،بيع الأرض من أجل أداء فريضة الحج جائز في الإسلام، بشرط ألا يؤدي إلى ضرر بالغ على الشخص أو من يعولهم. والاستطاعة شرط أساس في وجوب الحج، ومن لا يملك ما يحج به فلا يجب عليه السعي إلى تحصيله بوسائل تُضر به. ومع ذلك، فإن من باع أرضًا أو جزءًا من ماله ليحقق هذه الفريضة العظيمة فقد اختار طريقًا فيه رضا الله، وفيه أجر عظيم بإذن الله.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *