مع دخول عام 2025، يعيش قطاع غزة واحدة من أصعب المراحل في تاريخه الحديث، حيث لم تعد الأرقام السكانية مجرد بيانات إحصائية، بل تعكس حجم الكارثة الإنسانية والدمار الذي خلفته الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023. فقد أفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأن عدد سكان غزة تراجع إلى ما يقارب 2.1 مليون نسمة مع نهاية عام 2024، بانخفاض يقارب 6% عن العام الذي سبقه، وهو تراجع غير مسبوق في تاريخ القطاع.
تأثير الحرب على السكان
منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، فقدت غزة أكثر من 45 ألف شهيد، الغالبية العظمى منهم من المدنيين، بينهم عدد هائل من النساء والأطفال. وتشير الأرقام إلى أن أكثر من مليون طفل يعيشون في غزة، أي ما يقارب 47% من السكان، مما يجعل الأطفال الضحايا الأبرز لهذا الصراع.
كما تم تهجير أكثر من 100 ألف فلسطيني من منازلهم، إما إلى مناطق أخرى داخل القطاع، أو إلى جنوبه في ظروف إنسانية مأساوية. أُبيدت بالكامل 1413 عائلة فلسطينية، بينما بقي فرد واحد فقط على قيد الحياة في 3467 عائلة، ما يعكس حجم الألم والتشريد الذي يعاني منه المجتمع الغزّي.
التركيبة السكانية في خطر
التغير في عدد السكان لا يعكس فقط أعداد الشهداء والنازحين، بل أيضًا التأثيرات العميقة على البنية الاجتماعية والديموغرافية. عائلات كاملة اختفت من السجل السكاني، ومدن وأحياء بكاملها دُمّرت أو أُفرغت من سكانها، ما يُهدد بحدوث خلل كبير في توزيع السكان والعمران في القطاع.
نظرة مستقبلية
- في ظل استمرار الحرب والدمار، بات من الصعب التنبؤ بشكل دقيق بمستقبل التركيبة السكانية في غزة. ومع تصاعد الأزمات الإنسانية، وغياب أفق سياسي للحل، يخشى كثيرون من تفاقم الأوضاع السكانية والمعيشية بشكل أكبر في الشهور المقبلة من عام 2025.
وفي الختام، إن غزة، التي كانت تعد واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، تعيش اليوم على وقع مأساة حقيقية غير مسبوقة، تحتاج إلى جهود دولية عاجلة لإغاثة سكانها، ووقف نزيف الدم والتدمير المتواصل.
التعليقات